يوم ٨ شباط ٢٠١٨ يحمل ذكرى مضيئة فى تاريخ المتين – مشيخا، لن تمحوها ذاكرة اهلها أبد الدهر، وستظل الأجيال تتوارثها وتحتفى بها ما دامت السماوات والأرض.. هي ذكرى “استرجاع خراج” البلدة بعد سلخها عنها لمدة اربعين عاما، ذكرى ظهر فيها الحق وعاد إلى أصحابه، وزهق فيها الباطل واستعيد من المعتدين.
ولأهمية هذا اليوم، نستذكر بالتفصيل كل ما مرّت به قضية خراج المتين، بدءا من الزيارات للمرجعيات السياسية والروحية، فرفع الصوت عبر تظاهرات واحتجاجات الى اطلالات اعلامية من اهمها المقابلة مع الاعلامية غادة عيد، التى كانت نقطة مضيئة فى مسار بدء استعادة الخراج وتحويلها الى قضية على مستوى لبنان ككل، إلى صدور قرار مجلس شورى الدولة الاخير القاضي باعادة الاراضي القائمة في خراج المتين وضمها الى البلدة.
(مرفق صور عن لقاء في صالة كنيسة مار جرجس للموارنة)
• الاحتفال باسترجاع الخراج:
في هذا اليوم تداعت البلدية، رئيسا واعضاء، والاهالي للاحتفال باستعادة الحقوق ليل السبت في ١٠ شباط امام القصر البلدي في ساحة المتين الاثرية. وفي الاحتفال الذي حضره عدد من نواب المتن ووزراء منهم ابراهيم كنعان وغسان مخيبر وادي ابي اللمع والوزير السابق فادي عبود وفعاليات ساهمت ودعمت طيلة السنوات الماضية بلدية المتين في مسيرتها النضالية لاسترداد خراجها، كلمة لرئيس البلدية زهير بو نادر استهلها “بتحية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي كان دائماً الى جانب الحق ومطالباً بالعدالة لقضية المتين المحقة، وللبطريريك صفير الذي فتح ابواب البطريركية لجميع اهالي المتين وكان متعاطفاً وداعماً لقضيتنا ولا ننسى البطريرك الراعي رئيس الكنيسة المارونية وشاءت الصدف ان تكون البشرى السارة بليلة عيد مار مارون”.
وتابع بونادر “تحية خاصة كبيرة لسماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الذي فتح دار الطائفة لجميع اهالي المتين واتخذ موقفاً داعماً لقضيتنا المحقة وتابعها بجميع تفاصيلها وكان العين الساهرة على المتين واهلها….
تحية لجميع السياسيين الذين اخذوا موقفاً واضحاً من حقنا باستعادة خراجنا وكانوا رفاق دربنا ودافعوا بشراسة عن المتين واهلها. وهم اليوم موجودون معنا ارحب بهم واشكر حضورهم. واهل المتين وانا شخصياً لن ننسى ما فعلتموه للمتين بشكل عام ولهذه القضية بشكل خاص.
تحية للاعلام والاعلاميين الذين واكبونا وساعدونا في رفع الصوت عالياً وفي تسليط الضوء على المتين وقضيتها”.
واضاف “تحية احترام وتقدير تحية صادقة من القلب للقضاء ولمجلس شورى الدولة الذي انصفنا واعاد حقوق بلدتنا. تحية احترام وتقدير لرئيس مجلس شورى الدولة الجديد القاضي هنري خوري وزملائه الذين حكموا بالعدل ومن دون تردد بعد اربعين عاماً من المماطلة والتأخير…
تحية محبة وتقدير لاعضاء المجالس البلدية زملائي الحاليين والسابقين ورؤساء البلدية السابقين واشكر حضور الاستاذ جوزف عقل معنا اليوم رغم ظروفه الخاصة، اشكرهم جميعاً على الدعم الذي اعطوني اياه والثقة الكبيرة التي منحوني اياها والا ما استمريت طيلة اثني عشر سنة في النضال من اجل قضيتنا المحقة. ولا تخفى على احد الضغوط الهائلة والملاحقات القضائية والجزائية التي تعرضت لها ولا ازال لغاية اليوم. لماذا… لاني كنت رأس حربة في نضالنا لاسترداد الحقوق المسلوبة او لاني ثابرت طيلة هذه الاعوام الاثني عشر دون تردد او ملل او يأس. و لكل هذه الاسباب ولغيرها تعرضوا لي ولكن يبقى السبب الاهم انهم يعلمون انه لا يموت حق وراءه مطالب”.
وختم بونادر “لقد كنت مترقباً صدور هذا القرار طيلة الايام الماضية لا بل طيلة الاشهر والسنوات الماضية وكنت استعد له وعند صدوره فرحت فرحاً كبيراً وشعرت بنشوة النصر ليس لي انما للمتين وللعدالة”.
وكانت كلمة ترحيبية لامين سر البلدية المتين- مشيخا المحامي فادي الحاج اكد فيها على أهمية الحدث قائلاً “المتين اليوم تعيش حلماً راودنا على مدار أربعين عاما بعد ان خسرت جولات ومراحل قضائية حتى تبلغت سنة 1998 حكماً نهائياً ينزع سلطة بلديتها عن منطقة الزعرور وجوارها ومثنيا على دور وجهود رئيس البلدية زهير ابي نادر الذي لعب دورا مهما في إستعادة الخراج وشاكراً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وفي كلمته، اكّد النائب السابق غسان مخبير ان الجميع مسرور وفخور بهذا الانجاز، معتبراً ان المتين ليست فقط عاصمة للمتن، بل إنها اليوم عاصمة لهذا اللبنان.. دولة القانون ودولة الحق والعدالة.. والقرار جعل المتين عاصمة الدولة التي نحلم بها وأن القضاء أنهى بلطجة دامت اربعين سنة مضيفاً أن المتين اثبتت ان لا حق يموت اذا كان وراءه من يطالب به وان القرار يجسد الدولة التي نطمح لها.
بدوره اعتبر الوزير السابق فادي عبود ان المتين حصلت على حقّها من خلال القرار الذي صدر بعد كل هذه السنوات معتبراً انه يوم تاريخي للبنان. واكد ان الحق لا يكون حقاً الا بالقوة والثبات والمطالبة موجهاً تحية خاصة لرئيس البلدية لملاحقته الملفات ومهنئاً المتين بهكذا رئيس.
النائب ابراهيم كنعان قال ان المتين كلها اوصلت كلمتها الى المنابر مهنئا الجميع بتحقيق هذا الانجاز المهم. وأضاف ان الجميع اليوم يتقبل التهاني بإستعادة الخراج. وأضاف “اليوم في المتين بعهد الرئيس ميشال عون حصل التغيير والاصلاح مشددا على ان الفساد سيتوقف.. ومد اليد ستتوقف.. وكرامة المتنيين واللبنانيين لن يمد أحد يده عليها بعد اليوم.”
اما النائب أدي ابي اللمع فاعتبر ان اخذ الخراج صفعة موجهة لاهالي المتين مؤكداً ان “كرامة المتين عادت اليوم” لافتا الى ان الخراج مرتبط بتاريخ المتين خاصة وانها تاريخياً عاصمة المتنين. واكد ان “خراج المتين ليس بضع امتار، بل هو نحن، هو شخصيتنا، وهو تاريخنا ومن غير المقبول ان يسلب منا”.
(مرفق الاحتفال بقرار مجلس شورى الدولة في ساحة المتين الاثرية)
• زيارة شكر لرئيس الجمهورية:
وللتعبير عن الشكر لرئيس الجمهورية، داعم القضية الاكبر، توجه وفد كبير من البلدة تقدمهم النائب كنعان ورئيس البلدية بو نادر بزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي اكد ان دوره كرئيس للدولة ينصب على ” تحرير المواطن من الخوف من المسؤول ومن الحاجة التي يمسكه بها او يستغله بسببها، وذلك بهدف بناء وطن حر ومواطنين احرار يستطيعون متى شاؤوا التعبير عن ارائهم وارادتهم لاسيما في انتخاب ممثليهم في مجلس النواب او في اي مواقع لهم الحق في التعبير عن ارائهم فيها”.
في مستهل اللقاء، القى النائب ابراهيم كنعان كلمة اكد فيها ان زيارة وفد المتين ومشيخا هي بهدف شكر رئيس الجمهورية وتجديد ايمان الاهالي في مسيرة العهد واحقاق الحق والعدالة. وقال:”اليوم، تحققت العدالة المنتظرة منذ 40 سنة وجميع اللبنانيين، بمن فيهم المتنيون، يدركون ان عين الرئيس عون الساهرة على الحق والعدالة لا تنام وانكم ستقومون بمعالجة الملفات والقضايا على اختلافها كي يشعر كل مواطن في لبنان ان هذه الدولة هي دولته وان القانون يحميه وحقوقه مصانة”.
رئيس بلدية المتين مشيخا
ثم القى رئيس بلدية المتين مشيخا زهير ابي نادر كلمة قال فيها ان الوفد اتى لزيارة الرئيس عون “حاملا معه تحيات اهل المتين مشيخا للرجل الرجل، رجل الدولة بامتياز، رجل التحديات والوفاء والانصاف والعدل الذي احترم الناس واحبهم واحترم عقولهم ودخلها كما دخل قلوبهم”.
واذ ذكر ابي نادر بمطالبة المتين باستعادة خراجها وكرامتها المسلوخين منذ اربعين سنة، فانه توجه بالشكر الى الرئيس عون “لتحريره القضاء من الضغوط وطمأنته واعطائه حصانة وقوة وضمانة لاستقلاليته”. وقال: “اردتم قضاء فاعلا فانصفنا هذا القضاء واعاد لنا حقوقنا في خراجنا كما اعاد لنا كرامتنا وعزتنا”.
واشاد ابي نادر بنجاح الرئيس عون في انقاذ البلاد بعد الازمات الثقيلة التي توالت عليه “وذلك بما تمتع به من حكمة وصلابة وبعد نظر وديبلوماسية حكيمة”، لافتا الى بصماته الدامغة في القضاء على الارهاب. كما اشاد بنهج التغيير والاصلاح الذي يرسيه رئيس الجمهورية في العديد من المجالات في ظل تطلع اللبنانيين الى الانتقال ببلدهم الى وضع جديد يدخلهم نادي منتجي النفط، معربا عن الثقة في ان الرئيس عون سيكون في المرصاد لكل من يتربص بالثروة اللبنانية شرا.
وبعدما عبر رئيس بلدية المتين عن تطلعه الى الانتخابات النيابية المقبلة بموجب القانون الجديد، ختم بالتوجه الى الرئيس عون بالقول: “انتم كبار في شخصكم وفي رؤيتكم للمستقبل وفي مواقفكم وفي تقديماتكم وتضحياتكم ونحن نكبر فيكم ومعكم”. وتمنى للرئيس عون عهدا متينا صلبا فيه الازدهار والتقدم.
الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد مؤكدا ان اعادة الحق لاصحابه هو ما يعطي راحة البال والضمير. وقال: “ان من اعاد الحق لاصحابه اليوم، وان كنا قد سعينا فيه، هم القضاة، لان قضيتكم هي قضية حق بعدما تعرضت للغبن والسطو على الاملاك، ولطالما كنت مؤمنا اننا سنربح هذه القضية ونعيد الحقوق لاهلها. واليوم ثمة دعوى اخرى اخذت مسارها في قضايا مشابهة. وقد طلبت من القضاء ان يدرسها بحسب الاقدمية لاني على يقين ان القضايا القديمة لم تتحقق فيها العدالة وتعرضت لتدخلات شتى”.
وختم الرئيس عون:” كونوا على ثقة اننا واياكم على العهد، ودورنا ينصب على تحرير المواطن من الخوف من المسؤول ومن الحاجة التي يمسكه بها فنتمكن، بذلك، من بناء وطن حر ومواطنين احرار يستطيعون متى شاؤوا التعبير عن ارائهم وارادتهم لاسيما في انتخاب ممثليهم في المجلس النيابي او في اية مواقع لهم الحق في التعبير عن رأيهم وارادتهم ازاءها”.
ولكن تحقيق هذا الانتصار سبقه صولات وجولات وزيارات ومعارك لاستعادة اكثر من ١٠ ملايين متر مربّع سلخت عن المتين التي تعدّ من اكبر بلدات لبنان وضُمّت الى بتغرين.
(مرفق صور لقاء الوفد برئيس الجمهورية)
رحلة كفاح:
صحيح انه وبعد 40 عاما صدر قرار قضائي لصالح بلدية المتين تردد اصداؤه في ارجاء لبنان لكن حجم المعاناة والنضالات كانت اشد وطأة واجهها المتينيون بالتفافهم حول المجلس البلدي برئاسة زهير بو نادر. حقبة كانت حافلة بالاحداث الكثيرة التي لا تزال حاضرة في ذاكرة المتينيين خصوصا واللبنانيين عموما لعلّ ابرزها التحرك الشعبي المتيني للتعبير عن مدى استياء الاهالي من الظلم الواقع عليهم واستمرار التحرك ضمن محاور قانونية وسياسية واعلامية والاتجاه الى اطلالة عبر برنامج الفساد لشرح الموضوع امام الرأي العام..
(مرفق صور عن لقاء كنيسة السيدة)
وقد صدر عن بلدية المتين ومشيخا بيان جاء فيه:
“عـام 1978 تقدم دولة الرئيس ميشال المر ، بواسطة إحدى شركاته الخاصة المســــماة ” التلة البيضاء” ش.م.ل. من وزارة الداخلية بطلب ضم الأراضي التي تملكها هذه الأخيرة و ملايين الأمتار المجاورة و المحيطة بها و الواقعة في النطاق البلدي لبلدية المتين الى النطاق البلدي لبلدية بتغرين 0 و بناءً على كشف فني مزعوم حصل بأقل من 72 ساعة على حوالي عشرة ملايين متراً مربعاً ( خلال فصل الشتاء بتاريخ 2/12/1977 ) من قبل المكتب الفني في المتن تمكن من إصدار قراراً برقم 152/5 عن وزير الداخلية آنذاك قضى خلافاً لنص المادة /51/ من قانون البلديات بسلخ عشرة ملايين متراً مربعاً أي ما يُعرف بمحلة الزعرور و جوارها من النطاق البلدي لبلدية المتين ألحقها بالنطاق البلدي لبلدية بتغرين علماً ان نطاق البلدتين محدد بذات المرسوم رقم /2955/ تاريخ 16/3/1928 و من المستغرب ان قرار السلخ لم يُنشر يومها في الجريدة الرسمية و لم يُبلّغ أصولاً من بلدية المتين.
بتاريخ 23/5/1980 ، تقدمت بلدية المتين من مجلس شورى الدولة بمراجعة إبطال للقرار المذكور لعلّة تجاوزه حد السلطة سٌجلت برقم 14386/80 و كان للمستشار المقرر حينها القاضي انطوان خير ( رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقاً ) تقريراً جزم فيه بأن إجتهاد مجلس شورى الدولة قد إستقر على أن وزير الداخلية غير مخوّل قانوناً بضم أو سلخ جزء من نطاق بلدية ما أيّاً كان وضع هذا الجزء و إلحاقه بنطاق بلدية أخرى كون هذا الأمر يستوجب صدور مرسوم.
وبدلاً من أن يصدر يومها قرار نهائي يُنصف بلدية المتين على ضوء ما جاء في تقرير المستشار المقرر المذكور ، أبلغت بلدية المتين أن ملف مراجعتها قد إحترق أو بالتأكيد أُحرق و يقتضي بالتالي تكوين ملف جديد لمراجعتها.
هنا ، تكشفت الحقيقة و برزت النوايا من وراء إخفاء الملف ، فشكلت هيئة حاكمة جديدة و كلّفت مستشاراً مقرراً جديداً ( القاضي شوكت معكرون ) ليصدر تقريراً مخالفاً كلياً لما كان قد توصل إليه المستشار المقرر الرئيس انطوان خير.
و إستناداً لهذا التقرير الأخير المخالف لأحكام قانون البلديات ، أصدرت بتاريخ 1/4/1998 الهيئة الحاكمة التي كان يرأسها القاضي إسكندر فياض قراراً غب طلب دولة الرئيس المر قضى برد مراجعة بلدية المتين.
ارسل القرار المشؤوم الذي صدر برقم 440 تاريخ 1/4/1998 لإبلاغه بواسطة الدرك من اللجنة القائمة بأعمال بلدية المتين فجرى إبلاغه لعضو المجلس البلدي يومها زهير بو نادر خلافاً للأصول مما جعل مهلة طلب إعادة المحاكمة مفتوحة أمام بلدية المتين لتعود و تتقدم بتاريخ 15/5/2007 بمراجعة إعادة محاكمة أمام مجلس شورى الدولة سجلت برقم 1428/2007 و قُبلت هذه المراجعة شكلاً على إعتبار أن الدرك أبلغ القرار خلافاً لما يفرضه القانون.
بعدها قُدمت اللوائح من الفرقاء المتنازعين ( بلدية المتين و مشيخا و بلدية بتغرين ) و هي تتناول نقاط من أساس النزاع ، ووفقاً للتعبير القانوني إكتمل التبادل منذ تاريخ 2/12/2012 وأصبحت مراجعة طلب إعادة المحاكمة جاهزة لإصدار الحكم الذي لم يصدر لغاية اليوم.
مع مرور الوقت ظهرت اسباب التأخير بصدور القرار النهائي عن مجلس شورى الدولة لأن هذا التأخير أفسح بالمجال أمام دولة الرئيس و بواسطة شركته الخاصة نفسها المسماة ” التلة البيضاء ” للتقدم بشكوى جزائية مباشرة أمام حضرة قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان ” القاضي جان فرنيني ” أقل ما يُقال فيها أنها كيدية و إفترائية بإمتياز لأنها تنسب الى رئيس بلدية المتين جذافاً بعض الجرائم التي يمكن أن تنطبق على من يطلقها و هي تتعلق و يا للإستغراب بجرائم التزوير و إستعمال المزّور و إنتحال الصفة و التواطؤ مع الضابطة العدلية ( الدرك ويعرف الجميع ولاء الدرك لمن كان في حينها ) و تضليل القضاء و إساءة إستعمال السلطة و الإخلال بواجبات الوظيفة و تنظيم تظاهرات شغب … علماً بأن كل ما قام به رئيس بلدية المتين هو انفاذٌ لقرارات المجلس البلدي و دفاعاً عن حقوق البلدة و ضمن القوانين المرعية الإجراء و ان حق التعبير عن الرأي و التظاهر يصونه الدستور.
لقد تمكن دولة الرئيس المر من إستغلال التأخّر من عدم إصدار القرار النهائي لمجلس شورى الدولة ، و قام بتحريك الشكوى الجزائية المذكورة سعياً منه لإحباط عزيمة أبناء البلدة من خلال تحديد يوم الاثنين الواقع في 17/12/ 2012 موعداً لمثول رئيس بلديتهم أمام قاضي التحقيق بصفة متهم وجعله مضرب مثل لكل من يجرؤ على عصيان أوامره تعبيراً عن سخطهم لبى اهالي البلدة نداء رئيس و اعضاء مجلس بلديتهم لهذا التجمع الحاشد لرفع الصوت عالياً ليصل الى مسامع من يجب أن يسمع قائلين جهاراً أن كرامة رئيس بلديتهم هي من كرامتهم و ستستعيد المتين خراجها المسلوخ شاء من شاء و أبى من أبى.”
(مرفق صور لاعتصامات الاهالي في المتين)
تلك كانت الشرارة التي اعطت حولت القضية المناطقية الى قضية وطنية. اطلالتان متتاليتان عرض فيهما رئيس البلدية زهير بو نادر بالتفصيل للمراحل التي مرّ بها ملف الخراج لافتا الى امعان العديد من المسؤولين في الادارة والقضاء والسياسة في الحاق الظلم بالمتين واهلها دون اي مراعاة للقانون او احترام للقيم. وفي احدى الاطلالات واجه زهير بو نادر بالمستندات والوثائق من تسبب بالضرر للمتين سيما بعد قطع اشواط من اللقاءات والمفاوضات من دون جدوى، لكن المر قال ان المستندات مزورة وغير صحيحة، لكن الايام اثبتت ان من زور وبرطل وحيّك قرارات غير قانونية هو نفسه، وان القانون كان لمصلحة المتين وان دولة القانون والمؤسسات كانت اقوى من دولة الرئيس.
(مرفق رابطين لحلقتي “الفساد” مع الاعلامية غادة عيد)
• زيارة البطريرك الماروني:
لم يستكن اهالي المتين ومشيخا بل واصلوا تحركاتهم واستمروا في رفع الصوت في مسألة الخلاف العقاري لخراج بلدتهم وشكلت زيارة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير محطة مهمة في مسار “الألف ميل”.
صفير صرح بأن لبنان بلد واحد لجميع اللبنانيين مهما اختلفت مذاهبهم، مهيباً بالشباب المسيحي الانخراط في الجيش اللبناني لتحقيق التوازن الطائفي داخله·
وقال صفير عرض عليه الدعاوى القائمة حول خراج البلدة، ”يجب أن يكون هناك تضامن بين جميع اللبنانيين ولكن الأمر يكون صعباً جداً إذا وصل إلى خلاف بين قرية وقرية وبلدة وبلدة ومدينة ومدينة· نحن نطلب من جميع اللبنانيين أن يكونوا يداً واحدة وقلباً واحداً في سبيل من يريد أن يستولي على هذا البلد”·
وأضاف ”هذا البلد له أصحابه وله أهله وله أيضا من يدافعون عنه وسيبقى بلداً واحداً، لبنان واحد لجميع أبنائه على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم”·
وتابع ”إذا كان هذا الأمر يتعلق بلبنان ككل، فإنه يتعلق بكل ضيعة وبلدة ولذلك يجب أن يبقى لكل بلدة خراجها ولتبقى لها حدودها، نأمل أن تُفض هذه الخلافات بالتفاهم والتعاون· تبقى الأرض ولا أحد يأخذها ولكن الناس يتغيرون ويتبدلون، ونأمل أن تتركوا لأولادكم من بعدكم تفاهماً وتعاوناً، لا خلافات، وهذا ما نسأل الله أن يحققه لكم”· (مرفق صور لقاء الوفد بالبطريرك صفير)
زيارة شيخ عقل الموحدين الدروز:
جولة الوفد قادته ايضا الى المسؤولينن السياسيين بينهم العماد ميشال عون والرئيس الاسبق امين الجميل وكذلك رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. ولم يوفر المرجعيات الروحية فكانت زيارة لشيخ عقل الموحدين الدروز في دار الطائفة في فردان وقد ضم الوفد خوري البلدة ومشايخها والمجلس البلدي وعلى رأسهم رئيسها زهير بو نادر والفاعليات والاهالي وعائلات البلدة، عرض موضوع الخلاف العقاري لخراج المتين، وناشد المسؤولين باحقاق الحق. الزيارة التي تخللها اعتصام رمزي امام دار الطائفة، تحدث خلاله الشيخ حسن قائلاً:
نحن اليوم بعرس وطني بالرغم من وجود مشكلة، اهلاً وسهلاً بكم وبأهل الجبل بأرزه وسنديانته وصخره وبينابيعه، بوجوهكم الكريمة اليوم تتمثل الوحدة الوطنية. نرحِّبُ بكُم في داركُم دار طائفة الموحدين الدروز دار كل صاحب حق وفي القلبِ تَمنّي ورجاءٌ أن يكونَ لقاءٌ يجمعُنا في المتين ذاتِـها وقد ارتفعت فوق جبلها العالي رايةُ العدل والإنصاف. وبلدتُكُم في موقع الاحترام والتّقدير من منطقةٍ عزيزةٍ على قلبنا، والتي نريدُ لها أن تنعمَ بما منَّ اللهُ تعالى عليها من نِعَم، كريمةً مُصانةً مزدهرةً، ترفدُ الوطنَ بخيرها وهمَّةِ رجالها، قائمةً بواجباتها بكلِّ فخرٍ وإخلاص، وقد ضمنت لها الدّولةُ حقوقَها وحقوقَ بنيها على قدم المساواة مع كلّ بلدةٍ في وطنِنا المفدّى.
واضاف: ولا يسعنا في جَمعِنا هذا إلا أن نؤكِّدَ على ثقتِـنا بالدَّولةِ بدءًا من رأس هرَم الحُكم فيها الّذي يُثبتُ على الدّوام تمسُّكَه بالمبادئ والحكمةِ وإحقاق الحقّ من حيث أنَّ جوهرَ الحُكم هوَ المحافظةُ على هيبةِ السّلطةِ الحاكمة التي لا يُمكِنُ أن تستقيمَ إلا بالعدل وإعطاء كلّ ذي حقٍّ حقَّهُ بما لا يخالفُ القانون ولا يستبدّ به.
وتابع الشيخ حسن هذا أمرٌ نتمسَّكُ به استنادًا إلى إيمانِنا بأنَّ خلافَه لن يؤدّي إلا إلى تهافتِ المؤسّسات، وانعدام الثّقة، وبالتالي إلى تفكّك خطير لمقوّمات البلد الّذي نريده جميعًا قويّا صامدًا موحَّدًا. ومن الطبيعيّ أن يكونَ القضاءُ هو السّلطةَ المنزَّهةَ عن شوائب التدخلاّت من خارج صروحِه ومواقعه التي يكون العدلُ فيها بمثابةِ القلبِ من الإنسان. إنّنا، من منطلق الثِّقة بقضائنا ورجالاته، نشدّ على أياديكُم بالدّعم والمساندة تأييدًا لكلِّ مطلبٍ حقٍّ، ومراجعةٍ عادلة رافضين اي تعدي بأي شكل من الاشكال، لا من شخص على شخص، ولا من بلدة على بلدة، ولا بأي تعد من اي نوع كان، ونأمل ان يصدر الحكم عن القضاء، وان لا يعتبر هذا الاجتماع ضغطاً بل نطلب من يحكم بهذه القضية ان يكون من قضاة الجنة، والقضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان بالنار.نحن ندعو إلى الثّبات على وحدتِكم وتضامُنِكم لأنَّه بالتّعاضُد والتآلُف تحلُّ البرَكةُ وينهضُ البُنيان. كما ندعو إلى الثّبات على الثِّقة بالقضاءِ ومجرى العدالة، لأنَّ قضيَّةً بأهميَّة قضيَّتكم لا يُمكنُ إلا أن يظهرَ العدلُ فيها ليبلغَ صاحبُ الحقّ مبتغاه المحقّ. نسأل الله تعالى أن يجلي هذا الهمّ عن قلوبِكم، وأن يُـبَدَّد بفضلِه كلُّ التباس، وأن يجمعَ شملَكُم بمواطنيكُم من كلِّ بلدةٍ مجاورة على المحبَّة والأُلفة والخير.
وطالب رئيس البلدية زهير ابو نادر، “بإسترداد حق البلدة معتبراً ان هذا الموضوع موضوع معنوي وموضوع كرامة، وحيوي ولأن مياه المتين تنبع من هذه المنطقة بالذات”.
واضاف: “نحن نؤكد ان خلافنا ليس مع بلدية بتغرين او اهاليها كما يروج البعض بل خلافنا مع دولة الرئيس ميشال المر، الذي لديه مصالح خاصة، نحن اليوم عند سماحة شيخ العقل نعيم حسن وبهذه الدار الكريمة التي عودتنا على الدعم الذي نتمنى ان يصل هذا الدعم الى القضاء الذي لدينا ثقة كبيرة فيه، رغم التأخير الحاصل نتمنى من القضاء ان يكون له الموقف العادل والمحق وارجاع حقوقنا الضائعة”.
واكد وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في المتن هادي ابو الحسن “حرصنا على هذه القضية المحقة ولنؤكد تضامننا مع البلدية ورئيسها، وبهذه المناسبة نجدد ثقتنا بالقضاء اللبناني ومطالبتنا له بضرورة الاسراع في بت القرار النهائي في مجلس شورى الدولي وثقتنا كبيرة بالقاضي شكري صادر الذي يعتبر من المع القضاة، ندعو الجميع الى اعطاء كل الدعم اللازم لهذه القضية كي يعود الحق لاصحابه ومن هذا المكان نحيي سماحة شيخ العقل على مواقفه واحتضانه لهذه القضية وهو عودنا دائماً على الوقفات الكبيرة والمشرفة”.
وتحدث بإسم اهالي البلدة الشيخ سلطان القنطار مناشداً رئيسي الجمهورية والحكومة مناصرة هذه القضية المحقة، داعياً القضاء للحكم بالعدل فيها. كما كانت كلمة للقيادي في القوات اللبنانية إدي أبي اللمع دعا فيها الى عدم اقفال الباب امام اي حل وابقاء كافة قنوات الحوار مفتوحة مع كافة الجهات.
(مرفق صور عن لقاء الوفد بالشيخ حسن)